شهدت عملة الإيثريوم (ETH) جلسة متقلبة يوم الخميس، حيث تراجعت أولًا بعد كسر مستوى المقاومة قبل أن تعود إلى الارتفاع في الساعات الأخيرة من التداول، ما أدى إلى تضييق نطاق الحركة وإعادة التركيز على المستويات الفنية القريبة.
أداء السوق والسياق العام
تزامن تراجع الإيثريوم مع ضعف في أداء الأسهم الأمريكية، إذ انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.99% ليغلق عند 6,822.34 نقطة، وتراجع ناسداك المركب بنسبة 1.57% إلى 23,581.14 نقطة. كما ارتفع مؤشر التقلب VIX إلى 17.22، بزيادة 1.77% خلال اليوم.
وجاءت هذه التحركات في ظل نبرة حذرة من الأسواق عقب تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في 29 أكتوبر، والتي قال فيها إن خفض أسعار الفائدة في ديسمبر “ليس مضمونًا بعد”.
في الوقت نفسه، صعد مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى 99.52 في 30 أكتوبر من 98.57 قبل يومين، بينما استمرت المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين دون اتفاق ملموس رغم تصريحات متفائلة من الرئيس دونالد ترامب بشأن لقائه المرتقب مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
تحديثات الإيثريوم التقنية
أكد مطورو الإيثريوم خلال اجتماعهم الدوري في 30 أكتوبر أن ترقية “فوساكا” (Fusaka) ستتم في 3 ديسمبر المقبل، في إطار سلسلة التحديثات المستمرة لتحسين أداء الشبكة.
ورغم هذه الأنباء الإيجابية، بقيت حركة السعر خاضعة للإشارات الفنية قصيرة المدى مع استمرار حالة الحذر في الأسواق.
حركة السعر ومستويات التداول
تراجعت الإيثريوم من مستوى 3,921 دولارًا إلى أدنى نقطة عند 3,731 دولارًا، ضمن نطاق تذبذب يومي بلغ نحو 230 دولارًا (حوالي 5.9%).
جاء الكسر الهبوطي الحاسم عند مستوى 3,880 دولارًا، حيث سجلت المنصة ذروة حجم تداول بلغت 443,415 صفقة، أي بزيادة 103% عن المتوسط المعتاد خلال 24 ساعة.
لاحقًا، ارتدت الإيثريوم بنسبة 1.35% لتصل إلى 3,771.82 دولارًا، متجاوزة مستوى 3,760 دولارًا الذي شكّل مقاومة في وقت سابق.
وبشكل عام، كان حجم التداول خلال الجلسة أعلى من المتوسط الأسبوعي بنسبة 32%.
قراءة فنية: دعم ومقاومة
يُظهر النموذج الفني أن فقدان مستوى 3,880 دولارًا أكد نشاط البائعين عند تلك المنطقة، بينما يمثل استعادة 3,760 دولارًا أول إشارة على عودة المشترين.
تشير حركة السعر إلى نطاق تداول ضيق بين 3,730 و3,880 دولارًا في المدى القريب، مع مقاومة رئيسية بين 3,840 و3,880 دولارًا ودعم قوي عند 3,731 دولارًا، ثم منطقة تلاقي دعم إضافي بين 3,700 و3,720 دولارًا.
حجم التداول والإشارات السلوكية
ارتفع حجم التداول الإجمالي بنسبة 32% مقارنة بالمتوسط الأسبوعي، بينما كانت أعلى ذروة عند كسر مستوى 3,880 دولارًا.
أما الارتداد اللاحق فجاء بتدفقات معتدلة، ما يشير إلى شراء محسوب من المستثمرين وليس إلى “تصفية قسرية” أو موجة تغطية مراكز بيع.
النظرة المستقبلية قصيرة الأجل
إذا واصل المشترون الضغط، فقد يؤدي تجاوز مستوى 3,840 دولارًا إلى إعادة اختبار 3,880 وربما 3,920 دولارًا.
أما إذا فشل السعر في الحفاظ على 3,760 دولارًا، فقد يختبر الدعم عند 3,700 مع منطقة خطر تالية قرب 3,650 دولارًا.
تكتيكيًا، ومع ارتفاع حجم المشاركة وتحديد النطاق بين 3,730 و3,880 دولارًا بوضوح، يفضّل العديد من المتداولين انتظار اختراق حاسم أو عودة مؤكدة فوق المقاومة قبل اتخاذ مراكز جديدة في الاتجاه الصاعد أو الهابط.