تستعد شركة كونسنِسِس (Consensys)، المطوّرة لمحفظة ميتاماسك (MetaMask) الشهيرة، لطرح أسهمها في اكتتاب عام أولي (IPO) خلال الفترة المقبلة، بعد أن استعانت ببنكي جيه بي مورغان (JPMorgan) وغولدمان ساكس (Goldman Sachs) كمستشارين ماليين، بحسب تقرير نشرته وكالة Axios يوم الأربعاء.
الخطوة تضع الشركة ضمن موجة جديدة من شركات العملات الرقمية التي تستعد للإدراج في البورصات، مع تحسّن المعنويات في السوق وعودة اهتمام المستثمرين بالأصول الرقمية.

طروحات جديدة تستفيد من انتعاش السوق

وفقًا للتقرير، تعتزم كونسنِسِس السير على خطى شركات مثل سيركل (Circle) وبوليش (Bullish)، اللتين طرحتا أسهمهما في وقت سابق من هذا العام مستفيدتين من تحسّن البيئة التنظيمية الأمريكية وارتفاع شهية المستثمرين المؤسسيين.
وكان طرح سيركل — الذي يُعد من أكبر الطروحات في قطاع الكريبتو خلال العام — قد حظي بإقبال قوي من الصناديق الاستثمارية، مدفوعًا بتفاؤل واسع تجاه السياسات الداعمة للأصول الرقمية من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ميتاماسك وتوسّع المنتجات

تُعد محفظة ميتاماسك المنتج الرئيسي لشركة كونسنِسِس، وهي من أكثر المحافظ استخدامًا في العالم، إذ تمثل بوابة الوصول إلى تطبيقات التمويل اللامركزي (DeFi) وتداول الرموز على شبكة إيثريوم (Ethereum).
وخلال الأشهر الأخيرة، أطلقت الشركة مجموعة من الخصائص الجديدة وأشارت إلى خطط توسّع إضافية مرتبطة بإطلاق رمزها الجديد MASK.

في الشهر الماضي، أعلن جوزيف لوبين (Joseph Lubin)، مؤسس كونسنِسِس وأحد المشاركين في تأسيس إيثريوم، أن ميتاماسك ستطلق قريبًا رمزها المنتظر MASK، إلى جانب نظام مكافآت جديد وإتاحة تداول العقود الدائمة (Perpetual Futures).
وفي وقت لاحق، أكدت ميتاماسك أنها ستدمج أسواق التنبؤ (Prediction Markets) من خلال شراكة مع Polymarket، في خطوة تهدف إلى توسيع استخدام المحفظة بما يتجاوز وظائف التخزين والتداول التقليدية.

وقالت الشركة في بيان سابق إن هذه الإطلاقات تأتي ضمن استراتيجية أشمل لفتح آفاق جديدة أمام المستخدمين للتفاعل مع منظومة التمويل اللامركزي.

خطوة بارزة لشركات بنية الإيثريوم

يُتوقع أن يكون طرح كونسنِسِس واحدًا من أبرز الاكتتابات العامة لشركات البنية التحتية المرتبطة بإيثريوم، في مؤشر على تصاعد اهتمام وول ستريت بالشركات التي تبني الطبقات التقنية لشبكات البلوكشين.

بصمة كونسنِسِس في النظام البيئي لإيثريوم

تأسست كونسنِسِس عام 2014 على يد جوزيف لوبين، وتُعتبر من أهم الشركات الداعمة لبنية شبكة إيثريوم.
بالإضافة إلى ميتاماسك، تدير الشركة خدمة إنفورا (Infura)، التي تُعد من أبرز مزوّدي البنية التحتية للعُقد على الشبكة، وLinea، وهي شبكة من الطبقة الثانية (Layer 2) تهدف إلى تحسين السرعة وخفض تكاليف المعاملات.
كما تدعم كونسنِسِس أيضًا منصة SharpLink المخصصة لإدارة الخزائن والأصول على الإيثريوم.

يعكس توسّع الشركة رغبتها في تعزيز علاقاتها المؤسسية دون التخلي عن جذورها في مجتمع المصادر المفتوحة. ولا تزال كونسنِسِس من أكبر الشركات الخاصة في مجال البلوكشين، فيما يترقب المستثمرون تفاصيل تقييمها ومكان إدراجها فور تقديم الملفات الرسمية.

انتعاش الطروحات في سوق العملات الرقمية

تأتي خطة كونسنِسِس ضمن موجة أوسع من عودة شركات الكريبتو إلى أسواق رأس المال. فقد شهد العام الجاري إدراجات بارزة مثل سيركل، التي طرحت أعمالها الخاصة بعملة USDC المستقرة، وبوليش التي جمعت أكثر من 1.1 مليار دولار في طرحها ببورصة نيويورك.

ويأتي هذا الزخم بعد تعافي الأصول الرقمية من ركود عام 2022، وتحوّل السياسة الأمريكية إلى نهج أكثر انفتاحًا تجاه القطاع.
وتشير تقارير مصرفية إلى أن المستثمرين باتوا ينظرون إلى شركات البنية التحتية — مثل كونسنِسِس — باعتبارها مرشحين أقوى للاكتتاب العام مقارنة بشركات إصدار العملات، نظرًا لتدفقاتها النقدية وشراكاتها المؤسسية.

النظرة المستقبلية

إذا استمر الزخم الحالي في السوق، يُتوقع أن تنضم كونسنِسِس إلى الجيل التالي من شركات البنية التحتية للعملات الرقمية المدرجة في البورصات عام 2025، لتقف جنبًا إلى جنب مع شركات كبرى مثل كوينبِيز (Coinbase) وسيركل (Circle) وبوليش (Bullish).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *