أعلنت شركة ريبل (Ripple) عن تعاونها مع ماستركارد (Mastercard) وويب بنك (WebBank) ومنصة جيميني (Gemini) لإطلاق تجربة تجريبية لتسوية معاملات بطاقات الائتمان عبر تقنية البلوكشين باستخدام عملتها المستقرة RLUSD، وهي عملة رقمية مدعومة بالدولار الأمريكي ومبنية على شبكة XRP Ledger (XRPL).
تم الإعلان عن المبادرة خلال مؤتمر Swell 2025 الذي نظمته ريبل يوم الأربعاء.
تجربة لتسوية المدفوعات عبر البلوكشين
يهدف المشروع إلى اختبار ما إذا كان يمكن لبنك أمريكي مرخص استخدام عملة مستقرة منظمة لتسوية مدفوعات تقليدية بعملة فيات على شبكة عامة، مع الحفاظ على معايير الامتثال المالي.
وقالت ريبل إن التجربة تهدف إلى إثبات قدرة البلوكشين على تسريع عمليات المقاصة بين التجار والمُصدرين وخفض تكلفتها دون الإخلال بالضوابط التنظيمية.
تم إطلاق عملة RLUSD في ديسمبر 2024 بموجب ترخيص من هيئة الخدمات المالية في نيويورك (NYDFS)، وقد تجاوزت قيمتها السوقية مليار دولار قيد التداول بحلول أكتوبر 2025.
وستستخدم ويب بنك — وهي الجهة المصدرة لبطاقة ائتمان جيميني — عملة RLUSD لتسوية معاملات ماستركارد عبر شبكة XRP Ledger.
وفي حال نجاح المشروع، ستكون هذه التجربة من أوائل الحالات التي يستخدم فيها بنك أمريكي منظم عملة مستقرة عامة لتسوية معاملات بطاقات الدفع.
كيف تعمل التجربة التجريبية لـ RLUSD
من المقرر أن تبدأ الشركات في دمج عملة RLUSD على شبكة XRP Ledger خلال الأشهر المقبلة، بانتظار الموافقات التنظيمية النهائية.
وقالت مونيكا لونغ، رئيسة ريبل، إن الهدف هو “إدخال سرعة وكفاءة البلوكشين إلى الجزء الخلفي من عملية دفع يعرفها المستهلكون جيدًا — تمرير بطاقة الائتمان.”
وأضافت أن استخدام العملة المستقرة يتيح تسوية شبه فورية بين التجار والمُصدرين، خصوصًا في المعاملات العابرة للحدود التي تمر عادة بعدة وسطاء.
أما ماستركارد، فقد أوضحت أن التجربة تأتي ضمن استراتيجيتها لدمج الأصول الرقمية المنظمة في شبكتها المالية.
وذكرت الشركة أنها أجرت سابقًا تجارب محدودة باستخدام العملات المستقرة والتعاملات المرمّزة، لكن هذه المرة تختلف التجربة بكونها تشمل شبكة عامة وعملة مستقرة أمريكية مرخصة.
ريبل تتعمق في التمويل المنظم
تمثل تجربة RLUSD أول دخول مباشر لريبل في مجال التسويات المالية التقليدية.
فقد أمضت الشركة معظم العام الماضي في العمل مع الجهات التنظيمية لتأسيس عملتها المستقرة كأصل احتياطي منظم ومدعوم نقديًا بالكامل.
ويجري إصدار RLUSD تحت إشراف هيئة نيويورك، مع احتفاظ الشركة بالاحتياطيات في النقد وأذون الخزانة قصيرة الأجل.
تقول ريبل إن الهدف من RLUSD هو أن تكون جسرًا بين المدفوعات عبر البلوكشين والأنظمة المالية التقليدية، مستفيدة من بنية شبكة XRP Ledger التي تدعم منتجات السيولة المؤسسية.
ويُعد تجاوز العملة حاجز المليار دولار في التداول إشارة إلى اعتمادها المبكر من قبل منصات تداول وشركات تكنولوجيا مالية وشبكات دفع عالمية.
دور ماستركارد وويب بنك
تأتي مشاركة ماستركارد ضمن خطتها الأوسع لتحديث البنية التحتية للمدفوعات باستخدام أصول رقمية منظمة.
أما ويب بنك، فتضفي من خلال ترخيصها المصرفي الأمريكي طبقة إضافية من الامتثال القانوني والشفافية، ما يجعل المشروع نموذجًا يمكن أن يحتذى به من قبل بنوك أخرى في المستقبل.
دلالات صناعية أوسع
يرى محللون أن نجاح التجربة قد يؤدي إلى تغيير جذري في شبكات تسوية المدفوعات مثل ACH وSWIFT، خصوصًا في المعاملات الدولية.
فالاعتماد على التسوية عبر البلوكشين يمكن أن يخفض التكاليف التشغيلية للبنوك ومزودي الخدمات ويزيد من شفافية تتبع العمليات المالية.
ويأتي مشروع ريبل ضمن موجة أوسع من تحركات القطاع المالي التقليدي لدمج التسوية عبر البلوكشين.
ففي وقت سابق من العام، أكملت فيزا (Visa) تجربة تجريبية باستخدام عملة USDC لتسوية المدفوعات التجارية على شبكة إيثريوم (Ethereum)، بينما وسعت باي بال (PayPal) نطاق استخدام عملتها المستقرة PYUSD لتشمل التحويلات الدولية.
أما تجربة ريبل، فتميزها استخدام شبكة عامة وعملات مستقرة مرخصة في الولايات المتحدة، ما يضعها في موقع متقدم ضمن مشاريع البلوكشين المؤسسية.
الخطوات المقبلة
قالت الشركات المشاركة إن نتائج التجربة ستُستخدم في إجراء مشاورات مع الجهات التنظيمية وقد تسهم في وضع معايير جديدة لتسوية بطاقات الدفع باستخدام البلوكشين.
وفي حال الموافقة، قد يُفتح الباب أمام مزيد من البنوك وشركات المدفوعات لاختبار نماذج مماثلة ضمن أطر تنظيمية واضحة، تمهيدًا لعصر جديد من المدفوعات الرقمية المستقرة.