مخالفات مستمرة منذ 2012
فرضت هيئة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية (ASIC) شروطاً جديدة على ترخيص الخدمات المالية لشركة Learn To Trade (LTT)، المتخصصة في تعليم التداول، وذلك بعد أكثر من عشر سنوات من الإخفاقات المتكررة في الالتزام بالتقارير المطلوبة.
وقالت الهيئة إن الشركة دأبت على تقديم بياناتها المالية المدققة متأخرة بشكل مستمر، كما فشلت في إبلاغ الهيئة بتعيين مدققي حسابات جدد، وهو انتهاك مباشر لالتزاماتها الأساسية منذ عام 2012. ووصفت ASIC هذا النمط من السلوك بأنه “مستمر وغير مقبول”، خاصة بالنسبة لشركة تنشط في قطاع التعليم المالي الموجه للأفراد.
أهمية الالتزام بالتقارير المالية
ورغم أن المخالفات تبدو إدارية، أكدت الهيئة أن التقارير المالية في موعدها تُعد ضرورية لإثبات الملاءة المالية والمعايير الحوكمية لأي شركة، خصوصاً تلك التي تؤثر على قرارات المستثمرين الأفراد. التأخير في هذه البيانات يثير تساؤلات حول مدى التزام الشركة بمتطلبات الترخيص المصممة لحماية المستهلكين.
سجل مثير للجدل رغم الانتشار
تأسست Learn To Trade على يد رجل الأعمال البريطاني غريغ سيكر، وتعمل في أستراليا منذ أكثر من عقد، حيث أصبحت من أبرز مقدمي الدورات التعليمية في مجال التداول. لكنها أيضاً واجهت انتقادات عالمية بسبب أساليب التسويق العدوانية، وضغط المبيعات، وبرامج الترقيات المكلفة.
تفاصيل المخالفات
قالت الهيئة إنها تحركت بعد فشل الشركة في تقديم بياناتها المالية المدققة للسنتين الماليتين 2023 و2024 في الوقت المحدد. وأوضحت أن هذه ليست المرة الأولى، بل إن التأخير حدث “عدة مرات منذ عام 2012″، أي على مدار 12 سنة متتالية.
كما أخلّت الشركة بواجب الإبلاغ عن تعيين مدقق حسابات جديد، وهو مطلب إلزامي لجميع حاملي ترخيص الخدمات المالية في أستراليا.
وحذرت الهيئة من أن هذا النوع من التأخير يقوّض الثقة في قدرة الشركة على الوفاء بالتزاماتها، لا سيما وأنها تقدم تدريبات على منتجات ذات مخاطرة مرتفعة مثل الفوركس وعقود الفروقات.
شروط الترخيص الجديدة
كجزء من الإجراءات المتخذة، أمرت ASIC الشركة بتعيين مستشار امتثال مستقل لمراجعة شاملة لأنظمة الشركة. وتُستخدم هذه الخطوة عادةً في حالات ضعف الحوكمة المزمنة.
المستشار سيقوم بإعداد تقارير مفصلة حول:
- إجراءات التقارير المالية والتدقيق
- نضج نظام الامتثال العام
- آلية الكشف عن المخالفات وتصعيدها
- هيكل القيادة وثقافة المؤسسة
سيتم رفع تقريريْن رسمييْن مباشرة إلى الهيئة، وسيحددان ما إذا كانت الشركة قادرة على تصحيح الخلل، أم أن هناك حاجة إلى عقوبات أشد، مثل تعليق الترخيص.
تغيّرات في بيئة التعليم المالي
حصلت Learn To Trade على ترخيصها في 2010، لكن الرقابة أصبحت أكثر تشدداً منذ ذلك الحين. فمنذ عام 2018، كثّفت ASIC حملاتها على منتجات مالية عالية المخاطر مثل عقود الفروقات، وأوقفت شركات مثل ForexCT وAGM Markets، بينما فرضت شروطاً إضافية على شركات معروفة مثل Pepperstone وFP Markets وOANDA.
أما شركات تعليم التداول، التي كانت تعمل سابقاً في بيئة تنظيمية فضفاضة، فقد أصبحت الآن تحت نفس المجهر. كثير منها يدمج المحتوى التحفيزي بالنصائح المالية، مما يضعه ضمن أولويات حماية المستهلك لدى الهيئة.
الإجراء ضد Learn To Trade يعكس هذا التحول: بات لزاماً على شركات التعليم أن تُظهر نفس مستويات الحوكمة والشفافية المطلوبة من الوسطاء ومصدري المنتجات المالية.
ماذا ينتظر Learn To Trade؟
لا تزال الشركة تحتفظ بترخيصها لكنها تعمل الآن تحت رقابة مشددة. ويشير أسلوب بيان الهيئة إلى أن صبرها بدأ ينفد. وستحدد نتائج المستشار ما إذا كانت الشركة ستنجح في تصحيح أوضاعها.
السيناريوهات المحتملة تشمل:
- معالجة ناجحة وإبقاء على شروط الترخيص الجديدة
- تمديد الشروط إذا استمرت المخالفات
- تعليق أو إلغاء الترخيص في حال وجود خلل جسيم
- فرض غرامات مدنية إذا تبيّنت مخالفات كبرى
في الوقت الراهن، تواصل Learn To Trade نشاطها في أستراليا، لكنها تمرّ بأدق مرحلة تنظيمية منذ انطلاقها قبل 14 عاماً.
Michael Lebowitz is a financial markets analyst and digital finance writer specializing in cryptocurrencies, blockchain ecosystems, prediction markets, and emerging fintech platforms. He began his career as a forex and equities trader, developing a deep understanding of market dynamics, risk cycles, and capital flows across traditional financial markets.
In 2013, Michael transitioned his focus to cryptocurrencies, recognizing early the structural similarities—and critical differences—between legacy markets and blockchain-based financial systems. Since then, his work has concentrated on crypto-native market behavior, including memecoin cycles, on-chain activity, liquidity mechanics, and the role of prediction markets in pricing political, economic, and technological outcomes.
Alongside digital assets, Michael continues to follow developments in online trading and financial technology, particularly where traditional market infrastructure intersects with decentralized systems. His analysis emphasizes incentive design, trader psychology, and market structure rather than short-term price action, helping readers better understand how speculative narratives form, evolve, and unwind in fast-moving crypto markets.